كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الحَدِيث الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ:
قَالَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بَعَثْنَاهُ عَلَى عمل فَغَلَّ شَيْئا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة يحملهُ عَلَى عُنُقه.
قلت غَرِيب وَبِمَعْنَاهُ لِابْنِ ماجه فِي الزَّكَاة من حَدِيث عبد الله بن أنيس أنه تَذَاكر هُوَ وَعمر بن الْخطاب يَوْمًا الصَّدَقَة فَقَالَ عمر ألم تسمع رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين يذكر غلُول الصَّدَقَة أنه من غل بَعِيرًا أَو شَاة أَتَى بِهِ يَوْم الْقِيَامَة يحملهُ فَقَالَ لَهُ عبد الله بن أنيس بلَى انْتَهَى.
وَمَعْنَاهُ أيضا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي حميد السَّاعِدِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتعْمل عَاملا فَجَاءَهُ الْعَامِل حِين فرغ من عمله فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذَا لكم وَهَذَا أهدي لي فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّة بعد الصَّلَاة فَتشهد وَأَثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ قَالَ أما بعد فَمَا بَال الْعَامِل نَسْتَعْمِلهُ فَيَأْتِينَا فَيَقُول هَذَا من عَمَلكُمْ وَهَذَا أهدي لي أَفلا قعد فِي بَيت أَبِيه وَأمه فَينْظر هَل يُهْدَى لَهُ أم لَا فوالذي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَا يغل أحدكُم شَيْئا إِلَّا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة يحملهُ عَلَى عُنُقه.
وَسَيَأْتِي قَرِيبا وَينظر كَلَام المُصَنّف هُنَا فَإِنَّهُمَا غلولان غلُول الصَّدَقَة وَغُلُول الْغَنِيمَة وَالْأَحَادِيث وَردت فيهمَا جَمِيعًا والطبري هُنَا جمع بَينهمَا.
الحَدِيث السَّادِس وَالْخَمْسُونَ:
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام هَدَايَا الْعمَّال غلُول.
قلت غَرِيب بِلَفْظ الْوُلَاة والْحَدِيث رُوِيَ من حَدِيث أبي حميد وَأبي هُرَيْرَة وَجَابِر وَابْن عَبَّاس.
أما حَدِيث أبي حميد فَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد وَالْبَزَّار فِي مسنديهما وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن يَحْيَى بن سعيد عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن أبي حميد السَّاعِدِيّ أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَدَايَا الْعمَّال غلُول انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار وَهَذَا الحَدِيث أَخطَأ فِيهِ إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش فَاخْتَصَرَهُ وَإِنَّمَا هُوَ عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن أبي حميد أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث رجلا عَلَى الصَّدَقَة... الحَدِيث انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله وعدة من مُنكرَات إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَابْن عَيَّاش ضَعِيف فِي رِوَايَته عَن الْحِجَازِيِّينَ.
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث أَحْمد ابْن مُعَاوِيَة بن بكر الْبَاهِلِيّ ثَنَا النَّضر بن شُمَيْل عَن ابْن عون عَن ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدَايَا الأمراء غلُول انْتَهَى ثمَّ قَالَ تفرد بِهِ أَحْمد بن مُعَاوِيَة انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله وَأعله بِأَحْمَد بن مُعَاوِيَة وَقَالَ أنه يروي عَن الثِّقَات البواطيل وَهَذَا الحَدِيث بَاطِل انْتَهَى.
وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْبيُوع ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن أبي نَضرة عَن جَابر بن عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْهَدَايَا لِلْأُمَرَاءِ غلُول انْتَهَى.
وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا وَكِيع ثَنَا سُفْيَان عَمَّن حَدثهُ عَن أبي نَضرة بِهِ.
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن الثَّوْريّ عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْفَزارِيّ عَن أبان بِهِ.
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا معَاذ بن سهل الْخلال ثَنَا عبد الْعَزِيز بن الْخطاب ثَنَا قيس بن الرّبيع عَن لَيْث عَن عَطاء عَن جَابر مَرْفُوعا قَالَ وَرَوَاهُ أبان بن أبي عَيَّاش عَن أبي نَضرة عَن جَابر وَأَبَان مِمَّن ترك حَدِيثه لِتَفَرُّدِهِ بأَشْيَاء أَتَت عَلَيْهِ من سوء حفظه وَكَانَ من عباد الْبَصْرَة.
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كتاب التَّحْقِيق من طَرِيق إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن هَارُون ثَنَا يَعْقُوب بن كَعْب عَن مُحَمَّد بن حمير عَن خَالِد بن حميد عَن يَحْيَى بن نعيم عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا هُدَايَ الأمراء غلُول قَالَ فِي التَّنْقِيح يَحْيَى هَذَا لَا أعرفهُ وغالب من فِيهِ مَعْرُوف وَالله أعلم انْتَهَى.
الحَدِيث السَّابِع وَالْخَمْسُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ عَلَى الْمُسْتَعِير غير الْمغل ضَمَان انْتَهَى.
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه فِي كتاب الْعَارِية من حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ لَيْسَ عَلَى الْمُسْتَعِير غير الْمغل ضَمَان وَلَا عَلَى الْمُسْتَوْدع غير الْمغل ضَمَان انْتَهَى وَضَعفه وَقَالَ الْمَحْفُوظ أنه من قَول شُرَيْح.
الحَدِيث الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا إِغْلَال وَلَا إِسْلَال.
قلت رُوِيَ من حَدِيث الْمسور ومروان وَمن حَدِيث عَمْرو بن عَوْف وَمن حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع.
فَحَدِيث مسور ومروان رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْجِهَاد من حَدِيث ابْن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن مسور بن مخرمَة ومروان بن الحكم أَنهم اصْطَلحُوا عَلَى وضع الْحَرْب عشر سِنِين يَأْمَن فِيهِنَّ النَّاس وَعَلَى أَن بَيْننَا عَيْبَة مَكْفُوفَة وَأَنه لَا إِسْلَال وَلَا إِغْلَال انْتَهَى.
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وطولاه بِقصَّة الْفَتْح وَكَذَلِكَ ابْن هِشَام فِي السِّيرَة.
وَأما حَدِيث عَمْرو بن عَوْف فَرَوَاهُ الدَّارمِيّ فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن كثير بن عبد الله بن عَمْرو بن عَوْف الْمُزنِيّ عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نهب وَلَا إِسْلَال وَلَا إِغْلَال وَمن يغلل يَأْتِ بِمَا غل يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله وَأَغْلظ القَوْل فِي كثير بن عبد الله نقلا عَن النَّسَائِيّ وَأحمد وَابْن معِين.
وَأما حَدِيث سَلمَة فَرَوَاهُ الإِمَام إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كتاب غَرِيب الحَدِيث حَدثنَا مَحْمُود بن غيلَان ثَنَا عبيد الله بن مُوسَى عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن إِيَاس بن سَلمَة عَن أَبِيه سَلمَة أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا إِسْلَال وَلَا إِغْلَال انْتَهَى ثمَّ قَالَ الْإِسْلَال من السلَّة وَهِي السّرقَة وَالْإِغْلَال الْخِيَانَة.
وَرَوَاهُ ابْن زَنْجوَيْه فِي كتاب الْأَمْوَال حَدثنَا عبيد الله بن مُوسَى بِهِ وَذكر فِيهِ حَدِيث صلح النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل مَكَّة بِطُولِهِ.
الحَدِيث التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ:
رُوِيَ فِي قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لنَبِيّ أَن يغل} أَنَّهَا نزلت فِي...............
الحَدِيث الْحَادِي وَالسِّتُّونَ:
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث طلائع فَغنِمت غَنَائِم فَقَسمهَا وَلم يقسم للطلائع.
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب فِي الْجِهَاد حَدثنَا وَكِيع ثَنَا سَلمَة بن نبيط عَن الضَّحَّاك قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلائع فغنم النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غنيمَة فَقَسمهَا بَين النَّاس وَلم يقسم للطلائع شَيْئا فَلَمَّا قدمت الطَّلَائِع قَالُوا قسم الْفَيْء وَلم يقسم لنا فَنزلت وَمَا كَانَ لنَبِيّ أَن يغل انْتَهَى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ.
الحَدِيث الثَّانِي وَالسِّتُّونَ:
فِي الحَدِيث جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة يحملهُ عَلَى عُنُقه.
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ فِي الإيمان وَالنُّذُور عَن أبي حميد السَّاعِدِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتعْمل عَاملا فَجَاءَهُ الْعَامِل حِين فرغ من عمله فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذَا لكم وَهَذَا أهدي لي فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّة بعد الصَّلَاة فَتشهد وَأَثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ قَالَ أما بعد مَا بَال الْعَامِل نَسْتَعْمِلهُ فَيَأْتِينَا فَيَقُول هَذَا من عَمَلكُمْ وَهَذَا أهدي لي أَفلا قعد فِي بَيت أَبِيه وَأمه فَينْظر هَل يُهْدَى لَهُ أم لَا فوالذي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَا يغل أحدكُم شَيْئا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْم الْقِيَامَة يحملهُ عَلَى عُنُقه إِن كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ لَهُ رُغَاء وَإِن كَانَت بقرة جَاءَ بهَا لَهَا خوار وَإِن كَانَت شَاة جَاءَ بهَا تَيْعر فقد بلغت قَالَ أَبُو حميد ثمَّ رفع رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَده حَتَّى إِنَّا لنَنْظُر إِلَى عفرَة إبطَيْهِ انْتَهَى.
الحَدِيث الثَّالِث وَالسِّتُّونَ:
قَالَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلا لَا أَعرفن أحدكُم يَأْتِي بِبَعِير لَهُ رُغَاء وَبِبَقَرَةٍ لَهَا خوار وَبِشَاةٍ لَهَا ثُغَاء فينادي يَا مُحَمَّد يَا مُحَمَّد فَأَقُول: لَا أملك لَك من الله شَيْئا قد بلغتك.
قلت رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا زُهَيْر ثَنَا يُونُس بن مُحَمَّد ثَنَا يَعْقُوب بن عبد الله القمي الْأَشْعَرِيّ ثَنَا حَفْص بن حميد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن عمر بن الْخطاب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي مُمْسك بِحُجزِكُمْ هَلُمَّ عَن النَّار وَأَنْتُم تغلبونني وتتقاحمون فِيهَا تَقَاحم الْفراش وَالْجَنَادِب فَأوشك أَن أرسل حُجُزكُمْ وَأَنا فَرَطكُمْ عَلَى الْحَوْض فَتَردونَ عَلّي أعرفكُم بِسِيمَاكُمْ وَأَسْمَائِكُمْ كَمَا يعرف الْبَعِير الْغَرِيب فِي إبِله فَيذْهب بكم ذَات الشمَال فَأُنَاشِد فِيكُم رب الْعَالمين أَي رَبِّي أمتِي فَيُقَال يَا مُحَمَّد أنك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك إِنَّهُم كَانُوا يَمْشُونَ بعْدك الْقَهْقَرَى عَلَى أَعْقَابهم فَلَا أَعرفن أحدكُم يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة يحمل شَاة لَهَا ثُغَاء يُنَادي يَا مُحَمَّد يَا مُحَمَّد فَأَقُول لَا أملك لَك من الله شَيْئا قد بلغتك وَلَا أَعرفن أحدكُم يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة يحمل بَعِيرًا لَهُ رُغَاء يَقُول يَا مُحَمَّد يَا مُحَمَّد فَأَقُول لَا أملك لَك من الله شَيْئا قد بلغتك لَا أَعرفن أحدكُم يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة يحمل فرسا لَهُ حَمْحَمَة يُنَادي يَا مُحَمَّد يَا مُحَمَّد فَأَقُول لَا أملك لَك من الله شَيْئا قد بلغتك لَا أَعرفن أحدكُم يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة يحمل قشما من أَدَم يُنَادي يَا مُحَمَّد يَا مُحَمَّد فَأَقُول لَا أملك لَك من الله شَيْئا قد بلغتك انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو كريب ثَنَا حَفْص بن بشر عَن يَعْقُوب القمي بِهِ سندا ومتنا.
قَالَ عَلّي بن الْمَدِينِيّ هَذَا حَدِيث حسن الْإِسْنَاد إِلَّا أَن حَفْص بن حميد مَجْهُول لَا أعلم رَوَى عَنهُ غير يَعْقُوب بن عبد الله الْأَشْعَرِيّ القمي قيل بل رَوَى عَنهُ أيضا أَشْعَث بن إِسْحَاق وَقَالَ فِيهِ ابْن معِين صَالح وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَابْن حبَان.
وَمَعْنى الحَدِيث فِي الصَّحِيح عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَامَ فِينَا رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذكر الْغلُول فَعَظمهُ ثمَّ قَالَ لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة عَلَى رقبته بعير لَهُ رُغَاء فَيَقُول يَا رَسُول الله أَغِثْنِي فَأَقُول لَا أملك لَك من الله شَيْئا قد أبلغتك لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة عَلَى رقبته فرس لَهَا حَمْحَمَة يَقُول يَا رَسُول الله أَغِثْنِي فَأَقُول لَا أملك لَك من الله شَيْئا قد بلغتك... الحَدِيث رَوَاهُ مُسلم فِي أَوَاخِر الْمَغَازِي.
الحَدِيث الرَّابِع وَالسِّتُّونَ:
عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لما أُصِيب إخْوَانكُمْ بِأحد جعل الله أَرْوَاحهم فِي أَجْوَاف طير خضر تَدور فِي أَنهَار الْجنَّة وتأكل من ثمارها وتأوي إِلَى قناديل من ذهب معلقَة فِي ظلّ الْعَرْش.
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْجِهَاد من حَدِيث عبد الله بن إِدْرِيس عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن أبي الزُّبَيْر عَن سعيد ابْن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أُصِيب إخْوَانكُمْ بِأحد جعل الله أَرْوَاحهم فِي جَوف طير خضر ترد أَنهَار الْجنَّة وتأكل من ثمارها وتأوي إِلَى قناديل من ذهب معلقَة فِي ظلّ الْعَرْش فَلَمَّا وجدوا أطيب مَأْكَلهمْ وَمَشْرَبهمْ وَمَقِيلهمْ قَالُوا من يبلغ عَنَّا إِخْوَاننَا أَنا أَحيَاء فِي الْجنَّة نرْزق لِئَلَّا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَاد وَلَا ينكلُوا عَن الْحَرْب فَقَالَ الله تعالى أَنا أبلغهم عَنْكُم فَأنْزل الله تعالى وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا... إِلَى آخر الْآيَة انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي الْجِهَاد وَفِي التَّفْسِير وَقَالَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى.
قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام هُوَ حَدِيث حسن انْتَهَى.
وَذكر الدَّارقطني أَن عبد الله بن إِدْرِيس تفرد بِهِ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق فَذكر فِيهِ سعيد بن جُبَير وَغَيره يرويهِ عَن ابْن إِسْحَاق لَا يذكر فِيهِ سعيد بن جُبَير انْتَهَى.
رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْجِهَاد وَفِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن أبي الزُّبَيْر عَن ابْن عَبَّاس... فَذكره.
وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا أَبُو خَيْثَمَة ثَنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم ثَنَا أبي عَن ابْن إِسْحَاق بِهِ لم يذكر فِيهِ سعيد بن جُبَير.
وَيُقَوِّي هَذَا الطَّرِيق أَن الْبَزَّار رَوَاهُ فِي مُسْنده من غير طَرِيق ابْن إِسْحَاق وَلَيْسَ فِيهِ سعيد بن جُبَير فَقَالَ حَدثنَا عبد الْوَاحِد بن غياث ثَنَا عدي بن الْفضل ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن أبي الزُّبَيْر عَن ابْن عَبَّاس... فَذكره.
وَوجدت فِي مُسْند عبد بن حميد أَنا عبد الله بن إِدْرِيس عَن ابْن إِسْحَاق بِسَنَدِهِ لم يذكر فِيهِ سعيد بن جُبَير فَلْينْظر نُسْخَة فَإِنِّي لم أعْتَمد عَلَى نُسْخَتي.
وَاعْلَم أَن الحَدِيث مَعْنَاهُ فِي مُسلم فِي الْجِهَاد عَن مَسْرُوق عَن ابْن مَسْعُود قَالَ فِي قوله تعالى وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء... الْآيَة قَالَ أما إِنَّا قد سَأَلنَا عَن ذَلِك رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَرْوَاحهم فِي جَوف طير خضر لَهَا قناديل معلقَة بالعرش تسرح فِي الْجنَّة حَيْثُ شَاءَت ثمَّ تأوي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيل فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ اطلع عَلَيْهِم رَبك اطلاعة فَقَالَ سلوني مَا شِئْتُم فَقَالُوا رَبنَا وَمَا نَسْأَلك وَنحن نَسْرَح فِي الْجنَّة حَيْثُ شِئْنَا فَلَمَّا رَأَوْا أَلا يتْركُوا من أَن يسْأَلُوا قَالُوا نَسْأَلك أَن ترد أَرْوَاحنَا إِلَى أَجْسَادنَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى نقْتل فِي سَبِيلك فَلَمَّا رأى أَنهم لَا يسْأَلُون إِلَّا هَذَا تركُوا انْتَهَى.
الحَدِيث الْخَامِس وَالسِّتُّونَ:
رُوِيَ أَن أَبَا سُفْيَان وَأَصْحَابه لما انصرفوا من أحد فبلغوا الروحاء ندموا وهموا بِالرُّجُوعِ فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرَادَ أَن يُرهبهُمْ وَيُرِيهمْ من نَفسه وَأَصْحَابه قُوَّة فندب أَصْحَابه لِلْخُرُوجِ فِي طلب أبي سُفْيَان وَقَالَ لَا يخْرجن مَعنا أحد إِلَّا من حضر يَوْمنَا أمس فَخرج عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى إِذا بلغ حَمْرَاء الْأسد وَهِي من الْمَدِينَة عَلَى ثَمَانِيَة أَمْيَال وَكَانَ بِأَصْحَابِهِ الْقرح وَتَحَامَلُوا عَلَى أنفسهم حَتَّى لَا يفوتهُمْ الْأجر وَألقَى الله فِي قُلُوب الْمُشْركين الرعب فَذَهَبُوا فَنزلت الَّذين اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُول.
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي غَزْو أحد أخبرنَا أَبُو عبد عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار ثَنَا يُونُس بن بكير عَن ابْن إِسْحَاق عَن شُيُوخه قَالَ وَلما بلغ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن أَبَا سُفْيَان وَأَصْحَابه تَلَاوَمُوا وهموا أَن يرجِعوا أَمر النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأذن مُؤذن فِي النَّاس لطلب الْعَدو وَقَالَ لَا يخْرجن مَعنا إِلَّا من حضر يَوْمنَا بالْأَمْس فَكَلمهُ جَابر بن عبد الله ابْن عَمْرو بن حرَام فَأذن لَهُ فَخرج مَعَه وَإِنَّمَا خرج صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْهِبًا لِلْعَدو لِيَظُنُّوا بِهِ قُوَّة وَا، الَّذِي أَصَابَهُم لم يُوهِنهُمْ عَن عدوهم فَخرج صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى حَمْرَاء الْأسد وَهِي من الْمَدِينَة عَلَى ثَمَانِيَة أَمْيَال فَأَقَامَ بهَا الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة مُخْتَصر.
وَبِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق قَالَ حَدثنِي عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو ابْن حزم أَن معبد الْخُزَاعِيّ مر برَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِحَمْرَاء الْأسد وَهُوَ يَوْمئِذٍ مُشْرك فَقَالَ يَا مُحَمَّد أما وَالله فقد عز علينا مَا أَصَابَك فِي أَصْحَابك لَوَدِدْنَا أَن الله عافاك فيهم ثمَّ خرج وَالنَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَمْرَاء الْأسد حَتَّى لَقِي أَبَا سُفْيَان وَمن مَعَه بِالرَّوْحَاءِ وَقد أَجمعُوا وَقَالُوا أصبْنَا حد أَصْحَابهم وَقَادَتهمْ ثمَّ رَجعْنَا قبل أَن نَسْتَأْصِلهُمْ لَنَكرَّنَّ عَلَيْهِم فنستأصلن بَقِيَّتهمْ فَلَمَّا رأى أَبُو سُفْيَان معبدًا قَالَ مَا ورائك يَا معبد قَالَ مُحَمَّد قد خرج بِأَصْحَابِهِ فِي طَلَبكُمْ فِي جمع لم أر مثله قطّ إِلَى أَن قَالَ فَثنى ذَلِك أَبَا سُفْيَان وَمن مَعَه وَأنزل الله تعالى الَّذين اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُول من بعد مَا أَصَابَهُم الْقرح إِلَى آخر الْآيَات وَأخرجه ابْن هِشَام فِي سيرته كَذَلِك فِي غَزْوَة أحد.